صباح الخير. اليوم، عقد مجلس الأمن مناقشة مفتوحة حول عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. أكدت كل من فرنسا، غيانا، اليابان، مالطا، موزمبيق، جمهورية كوريا، سيراليون، سويسرا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة وبلدي سلوفينيا على أهمية اتباع نهج شامل فيما يتعلق بالمناخ والسلام والأمن في سياق عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
إذا كانت عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ستنجح في تنفيذ مهامها الأساسية التي لا غنى عنها، فيجب أخذ الاعتبارات المتعلقة بتغير المناخ في الحسبان. في هذا السياق، نغتنم هذه الفرصة لتسليط الضوء على ثلاث رسائل رئيسية.
أولاً، يمكن أن يؤدي تغير المناخ وتدهور البيئة إلى تفاقم المخاطر على السلام والأمن الدوليين. تعد الدول والمجتمعات الهشة والمتأثرة بالنزاعات من بين الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ. لتعزيز فعالية عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، من الضروري دمج الاعتبارات المتعلقة بالأمن المناخي والبيئي المستندة إلى البيانات، حيثما كان ذلك مناسبًا، في تقييم المخاطر، والرصد، والتخطيط، والتقارير، وتنفيذ المهام.
يجب أن تكون تقييمات المخاطر وإدارتها شاملة، ومراعية للجنسين، بحيث يتم تلبية احتياجات جميع المجتمعات المتأثرة، وتكون جهود حفظ السلام مستدامة. يمكن لمستشاري الأمن المناخي داخل عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أن يلعبوا دورًا هامًا في رسم المخاطر وتقديم إرشادات قيمة لكل من البعثات والسلطات المضيفة بشأن الإجراءات العملية التي يمكن اتخاذها. نكرر دعوتنا لتعيين ممثل خاص للأمم المتحدة لشؤون المناخ والسلام والأمن لمعالجة التقاطع بين المناخ والصراع من منظور قائم على الأدلة.
ثانياً، نعتقد أن عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة يمكنها تخفيف المخاطر المتعلقة بالنزاع التي تتفاقم بسبب تغير المناخ من خلال العمل مع المجتمعات المضيفة وفريق الأمم المتحدة القطري. يمكن أن يسهم ذلك في تطوير نهج حساس للصراع تجاه التكيف والاستجابة للتخفيف من آثار تغير المناخ من ناحية، ونهج حساس للمناخ في إدارة النزاعات، والوقاية منها، وبناء السلام من ناحية أخرى، مما يعزز فوائد العمل المناخي إلى جانب جهود السلام والأمن.
إن النظر في الآثار السلبية لتغير المناخ في مهام الأمم المتحدة، مثل بعثات الأمم المتحدة (UNIS، MINUSCA، MONUSCO، وUNMISS)، التي تمثل 75٪ من جميع أفراد حفظ السلام المنتشرين حاليًا، يمثل إسهامًا حاسمًا نحو تحقيق هذه الأهداف.
ثالثاً، يجب على عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التكيف لضمان فعاليتها التشغيلية وقدرتها على تنفيذ المهام المنوطة بها، بما في ذلك حماية المدنيين. يتطلب ذلك تقييمًا وتخطيطًا دقيقين. نؤكد على أهمية استراتيجية دعم العمليات التابعة للأمم المتحدة، وأقتبس: "الطريق إلى الأمام: استراتيجية بيئية لعمليات السلام 2023 إلى 2030". إن الإدارة الجيدة للموارد تسهم في النهاية في تحقيق إرث إيجابي في الدول المضيفة كجزء من الجهود الأوسع للأمم المتحدة بعد نشر البعثات.
أخيراً، نثني على الدول التي تساهم بالقوات والشرطة لمساهمتها في الابتكار والمهنية والالتزام في تكييف نهجها وقدراتها للعمل بفعالية في البيئات التي تتأثر بشكل متزايد بتغير المناخ. نقف أمامكم اليوم مستعدين للمضي قدماً في جهودنا لتعزيز نهج منهجي ومستجيب وشامل وقائم على الأدلة تجاه المناخ والسلام والأمن في سياق عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
شكراً لكم.